الصلب فهو على ثلاثة أضرب: صلب مع الحياة، وصلب مع الموت، وصلب معِ القتل، فمن رأى كأنّه صلب حياً أصاب رفعة وشرفاً مع صلاح دينه، ومن صلب ميتاً أصاب رفعة مع فساد دينه، ومن صلب مقتولاً نال رفعة ويكذب عليه. ومن رأى كأنّه مصلوب ولا يدري متى صلب، فإنّه يرجع إليه مال قد ذهب عنه، وقال بعضهم: للأغنياء رديء ربما كان فقراً، لأنّ المصلوب يصلب عارياً، وللفقراء دليل غنى. وفي مسافري البحار دليل المراد من أسفارهم، والنجاة من الأهوال، لأنّ الخشبة مركب من خشب، وشبيه بذيل السفينة. وقيل إن صلب العبد عنقه. وقال بعضهم من رأى كأنّه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه، نال رفعة وسلطاناً، وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده، فإن سال منه الدم فإنّ رعيته ينتفعون به. ومن رأى كأنّه يأكل لحمِ مصلوب، نال مالاً ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل إنّه يدل على أنّه يغتاب سلطاناً أو رئيساً دونه، إذا لم يكن لما يأكل أثر.