الفحم: من الشجر رجل خطير، وقيل هو مال حرام، وقيل هو رزق من السلطان. والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر، فإن كان فحماً ينتفع به في وقود، فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم، لأنّ فيه من المنافع. رأى سيف بن ذي يزن كأنّ ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن، وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة. فقصها على معبري مملكته فقالوا: إنّ الحبشة تستولي على بلدك. فكان كذلك. وقيل إنّ الرماد مال حرام، وقيل هو رزق من قبل سلطان. فمن رأى الرماد فإنّه يتعب في أمر السلطان، ولا يحصل له إلا العناء، وقيل هو علم لا ينفع. ومن رأى أنّه يسجر تنوراً، فإنّه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه. فإن رأى في دار الملك تنوراً، فإنّ كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى، وإن كان له أعداء ظفر بهم. فإن رأى أنّه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً، نال ولاية وسلطاناً، وينجو من عدوه إن كان له عدو. ومن أصاب تنوراً بغير رماد، تزوج امرأة لا خير فيها.