الوطء: فدالت على بلوغ المراد مما يطلبه الإنسان، أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا، كالسفر والحرت والدخول على السلطان، والركوب في السفن، وطلب الضال، لأنّ الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة. فإن وطىء زوجته نال منها ما يرجوه أو نالت هي ذلك منه. وأما نكاح المحرمات، فإن وطأه إياهن صلات من بعد إياس، وهبات في الأم، خاصة من بعد قطيعة، لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه بالنفقة والإقبال من بعد الصد، إلا أن يطأهن في أشهر الحج، أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه فإنّه يطأ بقدمه الأرض الحرام، ويبلغ منها مراده. وإن كانت قد تمت لذته، وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب، وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه. ومن أحرز في يده شيئاً من نطفة أو رآها في ثوبه، نال مالاً من ولد أو غيره. وأما نكاح البهائم والأنعام المعروفة، فإنّه دليل على الإحسان إلى من لا يراه، أو النفقة في غير الصواب، إن كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو، ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه. فإن كانت الدابة هي التي نكحته، كان هو المغلوب المقهور، إلاّ أن يكون عند ذلك غير مستوحش، ولا كان من الدابهّ أو السبع وشبهه إليه مكروه، فإنّه ينال خيراً من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه. وقد يدل ذلك على وطء المحرمات من الإناتّ والذكران، إذا كان مع ذلك شاهد يقويه. وأما الوطء في الدبر فإنّه يطلب أمراً عسيراً من غير وجهه، ولعله لا يتم له ويذهب فيه ماله ونفقته، ويتلاشى عنده عمله، لأنّ الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود من الفرج.