فإنه يسعى في خدمة السادات من العلماء والصالحين. وربما سافر إلى تلك الجهة وبلغ منها مقصوده. فإن رأى أن الجبل دك فإنه يموت أو يُعَزل، وربما نال الرائي خشوعاً ونسكاً. والجبال تدل على الملوك والأمراء والصالحين والعلماء. وربما دلّ الجبل على صاحب دين ودينا. ومن حفر بئرا في جبل أو نقل منه حجارة إلى مكان أخر فإنه ينازع إنساناً قاسي القلب، ويحاول أمراً صائباً، ومشقة وتعباً. وإن رأى الجبال تسير معه فإنه يدل على قيام حرب تتحرك فيه الملوك إلى بعضهم، أو أنه سيحدث اختلاف أو اضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة. ومن رأى في المنام أنًه فرّ من سفينة إلى جبل فإنه يعطب ويهلك لقصة ابن نوح عليه السلام، أو أنه يقع في مخالفة رأي الجماعة، والانفراد بالهوى والبدعة، وربما كان سقوطه من الجبل يدل على الوقوع في المعاصي والفسوق والفتن، وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك، أو كان سقوطه من مسجد أو روضة ونحو ذلك. وإن ارتفع الجبل في الهواء على رؤوس الخلائق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية المالك، وإن بني إسرائيل رُفع الجبل فوقهم كالمظلة تخويفا من اللّه تعالى لهم، وتهديدا على العصيان. وسير الجبل قد يدل على الطاعون، وأما رجوع الجبل رماداً أو تراباً فلا خير فيه. ومن رأى أنه قائم على جبل فإنه يعتمد على رجل كبير، ينال على يديه شرفاً وخيراً ومنزلة، ومن رأى أنه متعلق به فإنه يتعلق برجل كذلك. ومن رأى أنه هدم جبلاً فإنه يُهلك رجلاً بقدر الجبل، وقيل: ينهدم عمره. ومن رأى أنه رمى نفسه من الجبل نفذ كلامه في سلطان يصيبه. ومن رأى أنه يصعد جبلاً، وبيده سيف، وكسيَ هناك ثوباً، أو معه صاحب سلطان فإنه يصيب سلطاناً أو ينال خيراً ورفعة. ومن رأى أنه يريد صعود الجبل فإنه يتملق رجلاً قاسي القلب بعيد الهمة، فإذا استوى على الجبل فإنه ينال غاية رجائه من ذَلك. ومن رأى أن الجبل قد غاص في الأرض فإن سلطان تلك الأرض يموت.