عظام الإنسان: فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده، كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر، وكل ما يشتغل به. ومخ العظم ماله المخزون، ورقبة العبد والدابة والدار. وربما دل المخ على المال المدفون، وربما دل على الولد وولد الولد. وقد تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده، وهي أعظم أموره عنده خطراً وصحة أعماله في السر. فمن قويت عظامه وزاد صحة، حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه. وأما لحم الإنسان: فدال على المال المستفاد، كالربح والغلة، لأنّه بالقوت يكثر ويقل. والعظام رأس المال، فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده، ونفقت صنعته وكثر خصبه. ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك. ولحم عمال الله تعالى. وأهل الزهد قوافلهم وتطوعاتهم، فمن رأى لحمه منهم، كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته، ومن قل لحمه منهم، نقص دينه وقل عمله، إلا أن يكون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا، ومع الهزال دليل على التخلي عنها والانقطاع، فذلك هو الأولى بها. وعظام أهل الآخرة فروضهم.