الحناط ملك تنقاد له الملوك، أو تاجر يترأس على الجار. أو صانع تطيعه الاجراء. فمن رأى كأنّه ابتاع من حناط حنطة، فإنّه يطلب من سلطان ولاية. فإن رأى كأنّه باعه من غير أن رأى الثمن، فإنّه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه، لأنّ كل شيء شكره. ومن رأى كأنّه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها، فإنّه يصيب عزاً وشرفاً، لأنّ الحنطة أشرف الأطعمة. فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها، أصابه خسران وهوان، وعزل وإن كان والياً، وفرق بينه وبين أقاربه، بدليل قصة آدم عليه السلام. وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول برمة نفسه ودنياه، فإن رأى شيخاً طحاناً فإنه جد الرجل، وتدل رؤياه على أن يصيب رزقه من جهة صديقه. فإن رأى شاباً طحاناً فإنّه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه. فإن رأى أنّه طحان وقد طحن طعاماً بقدر كفايته، فإنّ معيشته على حد الكفاية، فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك. ومن رأى أنّه طحان، فإنّه قيم نفسه وقيم أهله.