الوحل: في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك. فإن رأى ذلك مريض دام مرضه، إلا أن يرى أنّه خرج منه، فإنّه خروجه من المرض وعافيته، وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه، دخل في فتنة وبلاء وغم، أو سجن، ويد سلطان، فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة، سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا، وإلا ناله على قدر ما أصابه. وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره، كان ذلك أصعب وأشد في دليله. وكلما فسدت رائحته واسود لونه، كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته. وكذلك عجن الطين وضربه لبناً، لا خير فيه، لأنّه دال على الغمة والخصومة، حتى يجف لبنه أو يصير تراباً، فيعود مالاً يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء.