فإن رأى أنّه صار راهباً، فإنّه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى: " ورَهْبَانَيةً ابتَدَعُوها " . وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره، ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله. ويدل أيضاَ على أنّه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك. رأى رجل الحسن البصري كأنّه لابس لباس صوف، وفي وسطه كستيج، وفي رجليه قيد، وعليه طيلسان عسلي، وهو قائم على مزبلة، وفي يده طنبور يضرب به، وهو مستند إلى الكعبه. فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين اللهّ، وأما عسليه فحبه للقرآن، وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزَّ وجل