رأى أنّه دخل الجنة: فهو يدخلها إن شاء الله تعالى، وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير. فإن رأى أنّه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاه غيره، فإنّ ثمار الجنة أعمال البر والخير، فهو ينال من البر والخير بقدر ذلك. فإن أصابها ولم يأكل منها شيئاً، أو لم يصل لمأكلها، فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به. وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره. وأما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها. وأما نساؤها، فهن أمور من أعمال البر على قدر جمالهن. فإن رأى أنّه كان في الجنة مقيماً فيها لا يدري متى دخلها، لا يزال منعماً مفضلاً عزيزاً مصنوعاً له في أموره، مدفوعاً عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير إن شاء اللهّ.